ربع المعلنين يخططون لخفض ميزانياتهم على منصة X

ربع المعلنين يخططون لخفض ميزانياتهم على منصة X

تخيم أجواء القلق على عالم الإعلان، حيث يخطط ما يقرب من ربع المعلنين لخفض ميزانياتهم على منصة إكس في العام المقبل. وهذا الاتجاه المقلق يثير تساؤلات حول مستقبل الصناعة ومتانة استراتيجيات التسويق القائمة على إكس.

في الماضي، كان إكس بمثابة المحرك الرئيسي للنمو للإعلانات الرقمية. فقد جذب الملايين من المستخدمين وأتاح للمعلنين الوصول إلى قاعدة جماهيرية واسعة بأقل تكلفة. ومع ذلك، فإن الرياح المعاكسة الأخيرة التي ضربت المنصة، والتي تمثلت في تراجع عدد المستخدمين والمخاوف المتعلقة بالخصوصية، أثرت سلبًا على قيمتها للأعمال التجارية.

في استطلاع حديث أجرته جمعية المعلنين الوطنية، أفاد 23٪ من المسوقين أنهم يخططون لتقليص نفقاتهم الإعلانية على إكس في العام المقبل. وهذا يمثل زيادة كبيرة مقارنة بعام 2022، عندما قال 15٪ من المعلنين فقط إنهم يخططون للحد من الإنفاق.

أسباب خفض الإنفاق على إكس متعددة. بالنسبة للبعض، يكمن القلق الرئيسي في انخفاض عدد المستخدمين. حيث فقدت منصة إكس ما يقرب من 30 مليون مستخدم نشط شهريًا منذ عام 2021. وهذا يجعل الوصول إلى الجماهير أكثر صعوبة بالنسبة للمعلنين، كما يقلل من عائد الاستثمار من خلال الإعلانات.

بالنسبة للآخرين، فإن المخاوف المتعلقة بالخصوصية هي السبب الرئيسي لخفض الإنفاق. أثارت منصة إكس غضب المستخدمين والمنظمين بسبب ممارساتها في جمع البيانات. وهذا أدى إلى فرض لوائح أكثر صرامة، مثل اللوائح الأوروبية لحماية البيانات العامة (GDPR)، والتي تجعل من الصعب على المعلنين استهداف المستخدمين بالإعلانات ذات الصلة.

علاوة على ذلك، يبحث المعلنون عن بدائل لملء الفراغ الذي سيخلفه خفض الإنفاق على إكس. تتضمن الخيارات الشائعة منصات التواصل الاجتماعي الأخرى، مثل إنستغرام وتيك توك، وكذلك التلفزيون المتصل بالإنترنت والتلفزيون التقليدي.

ويضيف التقرير أن “المعلنين يبحثون عن منصات بديلة توفر الوصول إلى الجماهير ذات الصلة، مع احترام خصوصيتهم. إنهم يستكشفون الخيارات التي توفر قيمة أكبر مقابل أموالهم، مثل تخصيص الإعلانات والقياس الدقيق للنتائج”.

وتجدر الإشارة إلى أن هذا الاتجاه ليس حصريًا على إكس. حيث يخطط المعلنون أيضًا لتقليص الإنفاق على قنوات إعلانية أخرى، مثل التلفزيون والصحف. ومع ذلك، فإن الانخفاض في الإنفاق على إكس هو أكثر أهمية نظرًا لحجم المنصة ومدى اعتمادها من قبل المعلنين.

ويختتم التقرير بالقول “إن مستقبل الصناعة الإعلانية يواجه عدم يقين كبير. حيث سيحتاج المعلنون إلى إعادة تقييم استراتيجياتهم التسويقية واستكشاف بدائل لملء الفراغ الذي سيخلفه خفض الإنفاق على إكس. ولا بد من أن يكون التركيز على إنشاء محتوى ذي صلة وجذاب، مع مراعاة مخاوف الخصوصية”.

مصطفى مجدي هو صحفي ومراسل معروف في مجال الإعلام، حيث يتمتع بخبرة تمتد لعدة سنوات في تغطية الأحداث السياسية والاقتصادية والاجتماعية. يُعتبر من الأصوات البارزة في الساحة الإعلامية، حيث عمل مع عدد من المؤسسات الإعلامية الكبرى، مقدماً تقارير متميزة وتحليلات معمقة. يتميز بأسلوبه الاحترافي في جمع المعلومات ونقلها بدقة، مما جعله موثوقاً به من قبل الجمهور.